السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صباح/مساء الخير جميعاً
إن شاء الله الكل بصحة وعافية.
.
.
.
لو في آلة للزمن تسمح لك تنتقل فيها سواءً للماضي أو للحاضر ,لأي عصر
رح تروح ؟
بالنسبة لي رح اختار العصر الفيكتوري بما أنه أحد أشهر الحقب
التاريخية اللي مازالت بعض أثارها للآن .
العصر الفيكتوري هو الفترة التي بلغت فيها الثورة
الصناعية في بريطانيا أوجها ثم امتدت إلى أوروبا وأميركا, وكانت نقطة
أوج هذه الفترة هي فترة حكم الملكة فيكتوريا "1837 –
1901" التي نسبة لاسمها تعود تسمية هذه المرحلة التاريخية, واليوم يعتبر حُكمها هو
الأطول في التاريخ البريطاني .
الملكة فيكتوريا |
في 1880 الأطفال حتى سن 12 كانوا ملزمين بالذهاب إلى المدارس ومع ان هذا الأمر لم يطبّق على الفقراء منهم, إلا أنها كانت خطوة كبيرة بذلك
العصر .
هذا غير أنها أتاحت التطورات الصناعية والعلمية والتقنية إلى سرعة
انتشار الثقافة والكتاب والصحيفة والقصص الشعبية, وخاصة الصحف التي انتشرت
في كل مكان وقامت الأكشاك في الساحات العامة ببيع هذه الصحف حيث بيعت العديد
من المطبوعات بأسعار زهيدة وهبطت تبعا لذلك نسبة الأمية في بريطانيا وفرنسا
وأمريكا.
حياة الطفولة في العصر الفيكتوري كانت تختلف بين الأطفال ذوي الأسر
الثرية والفقيرة اختلافا شديداً بالنسبة للأطفال الأغنياء كانت المدارس واللباس
والثقافة أمورا تأخذ الاهتمام الأكبر من ذويهم حيث كانوا يحصلون على التعليم
الأفضل في ذلك الوقت والمتنوع من الأدب إلى الموسيقى وغير ذلك.
أما الأطفال من الطبقات الفقيرة فكانوا يضطرون للعمل ساعات طويلة في
المصانع الكثيرة, حيث مثّل الأطفال ما مجمله 13% من القوى العاملة في ذلك الوقت, ومن
أبرز من وثق حياة هذه الطبقة كان الروائي الإنجليزي تشارلز ديكنز فكتب عنهم في
روايته الشهيرة "أوليفر تويست" والتي صنع منها العديد من الأفلام
السينمائية.
صورة لإحدى الصحف في ذلك الوقت |
انتشرت
الرمزية كذلك في الشعر والنثر، وانتقلت منه إلى المسرح، كما تم نقل العديد من الإنتاجات
الأدبية إلى المسرح من خلال "أوسكار وايلد" و"برنارد شو"، و
توفر للمسرح تقنيات جديدة من خلال الإضاءة وجودة الأداء. كما ظهر "المسرح
المدرسي" و"الرقص الكلاسيكي والحرّ".
تشارلز ديكينز |
ومن
أشهر الروائيين في ذلك العصر "تشارلز ديكنز" وهو يعد بإجماع النقّاد
أعظم الروائيين الانجليز في العصر الفيكتوري ,حيث تميّز باسلوبه بالدعابة البارعة
والسخرية اللاذعة , أيضاّ نشر ديكنز ما يزيد عن
12 رواية مهمة، وعدداً كبيراً من القصص القصيرة، من ضمنها القصص التي تدور
حول عيد الميلاد، وعدداً من المسرحيات التي لم تتوقف طباعتها أبداً .
بالنسبة
لأزياء هذا العصر فقد تميزت أزياء هذا العصر بأنها محافظة و مُقيدة لمن يرتديها
وخاصة النساء، و أيضا لأول مرة أصبحت الأزياء منوعة المواد و الأقمشة إذ أن الثورة
الصناعية في تلك الفترة سمحت بسهولة خياطة الثياب واستخدام الأقمشة المختلفة, كما
أثر على ذلك كون بريطانيا مترامية الأطراف
مما جعل صناعة الأزياء تتأثر بالمواد من
الشرق و الغرب.
وفي ألبسة السباحة كان
لباس المرأة طويلا وكانت الفكرة الموروثة ان المرأة الراقية لا تكشف
الكثير من جسدها وخاصة أن البشرة الشاحبة كانت من علامات الجمال حيث أنها تدل على
ان السيدة لا تعمل خارج منزلها في الحقول مما يعني أنها من الطبقات الاجتماعية
المرتفعة، لذلك كان التعرض للشمس من الأمور غير المحببة.
أما ألبسة الرجال فتميزت فيه الـ "كرافاة" أو الأوشحة والقمصان
والجاكيتات والسراويل التي كانت تطوى فوق الحذاء بمقدار البوصة غير أن
أحذيتهم كانت تتمتع بكعوب صغيرة
كان الحداد على الميت في العصر الفيكتوري عملية معقدة لها الكثير
من البروتوكولات والأصول خاصة و أن الملكة فيكتوريا بقيت تلبس الأسود حدادا على
زوجها حتى بقية حياتها.
ابتداء من أخذ العائلة صورة مع الميت "رسماً في ذلك الوقت"
و تغطية المرايا في المنزل و إيقاف جميع ساعات المنزل على وقت الوفاة وذلك "حسب
اعتقادهم" انه اجتنابا للحظ السيء و أيضا هناك مراسم خاصة بالجنازة و اللباس
و الطعام المقدم و حتى المجوهرات الخاصة بالحداد.
العمارة الفيكتورية "أكثر شي تحمست له " وحدة من أهم معالم مدينة لندن وتكاد ان تكون علامتها المميزة والمعبرة عن أنماط التفكير والذوق للمجتمع الانجليزي إذ تميزت هذه الفترة بكثرة الأموال حتى سمي العصر - بعصر الثروة – وكانت بريطانيا من أغنى دول العالم في ذلك الوقت , وقد مكنتها قدرتها المالية على أقراض بعض الدول مثل الدولة العثمانية ومصر وغيرها , و يمتاز الطراز الفيكتوري بانتقاء الأساليب وامتزاجها كطراز الشرق الأوسط وآسيا وكذلك الطراز الغوطي الجرماني والروماني والاندلسي , وأهم ما يميز هذه الفترة التصاميم المعمارية التي مازالت تحتفظ بطرازها وجمالها ,وقد منعت الحكومة اليوم السكان من إجراء أي تغيير في واجهات المباني القديمة وشددّت على الاحتفاظ بهذا الطراز التاريخي الجميل.
كان العصر الفيكتوري عصر رخاء وترف وزينة وفخامة , ويمتاز بكثرة
التفاصيل والنقوش والزخارف وهي صفة ملازمة له. وتمتاز أيضا بالنوافذ البارزة
والشرفات والأعمدة ذات الطراز الروماني والأبراج المستمدة من الفن الغوطي
والجملونات أو السقوف الشديدة الانحدار.
أما الاثاث الداخلي فيمتاز بكثرة القطع والتحف الفنية مثل التماثيل
والستائر الفخمة والسجاد ذو النسيج الغني الذي يكسو الأرضية, كما استخدم الورق المزخرف
في تغطية الجدران .
واستخدم الخشب بكثرة في البناء والسقوف والسلالم وزوايا النوافذ
والهيكل العام للبناء أحيانا وغير ذلك, ومن أهم المنشآت ذات الطراز الفيكتوري
في لندن "قصر وستمنستر" و"قاعة ألبرت الملكية" و"بنك
شمال اسكتلندا" و"مبنى الطوب الاحمر" في ليفربول وغيرها.
مبنى الطوب الأحمر |
بنك شمال اسكتلندا |
قاعة ألبرت الملكية |
قاعة ألبرت الملكية "من الداخل" |
قصر وستمنستر |
قصر وستمنستر |
وآخر شي هذا فيديو لشخص يدعى "ساوندرز" يعيش في منزله وكأنه بالعصر الفيكتوري
وبالنهاية يبدو ان الملكة فيكتوريا أرادت من هذه الحملة المعمارية
الكبيرة ان تجعل من المجتمع الانكليزي نموذجا للرقي والتحضر بعدما أصبحت الدولة من
أغنى دول العالم.
وشكراً.
رائع
ردحذففلم جميل استمري مقال جميل وتاريخي أنيق
ردحذفشكراً ربي يسعدك
حذف